كيف أبدأ ..... كنت طفلا بالأمس ... كنت صغيرا بين أحضان أمي ... كنت سعيدا لحنان أبي
سعدت لأيام الطفولة وحلوها .. أنست لساعات المرح وضحكها ... تمشيت في المروج والحدائق
كنت طفلا صغيرا.. ألهو مع أقراني وألعب، ولا أحمل للدنيا هما.. كانت ضحكاتنا عميقة بريئة لها لذة اشتقت إليها كثيرا.. كنا نجري في المزارع والحقول.. نتسلق أشجار التوت.. نأكل ما اكتمل نضجه ونحن بين فروع الشجر.. كان الواحد منا يصيح فرحا إذا رأى حبة توت.. يرفعها بيده.. يغيظ أقرانه قبل أن يضعها ببطء في فمه.. كنا بعد أن نشعر بالشبع نجمع ما زاد عنا في علب صغيرة من الكرتون، ونذهب لبيعها في أزقة البلدة وحاراتها.. ندلل على بضاعتنا القليلة بحماس.. وبصوت مرتفع تنطلق حناجرنا: "تووت .. يا دي الحلاوة يا توت" يقبل الأولاد على الشراء بأموال "العيدية" الجديدة.. نصطاد الأسماك الصغيرة من الترع والجداول.. نشويها بالقش والحطب ونأكلها بمتعة وشهية.. كنا نتباهى بدود القز وبالشرنقة وبالحرير.. نرقبه وهو يأكل أوراق التوت.. ثم نعجب بعد أن يتحول إلى فراشات.. نركب مراجيح العيد ونحاول بشقاوتنا قلبها لفات كاملة ونحن بداخلها.. أحلامنا كأجسامنا كانت صغيرة..
والآن.. آه من الآن. . رحلنا عن تلك الحقول ورحلت عنا تلك البراءة.. صارت ابتسامتنا مصطنعة حتى لا يقال عن الواحد منا: إنه كئيب.. ومشاعرنا أصبحت حائرة مضطربة رغم ما نبذله من جهد حتى لا يقال إن شخصيته قلقة غير متزنة.. وعواطفنا أضحت جافة كأوراق الخريف.. أحلامنا رشحت منها روائح غريبة.. بناء المنزل وشراء السيارة ورصيد البنك.. وفي سبيل ذلك كله يهون.. وقد هان بالفعل.. لم تعد تعرف ألسنتنا كلمة "لا".. يالها من كلمة جميلة.. أين أنت يا "لا".. يا كلمة العز والكرامة.. يا كلمة الجرأة والشجاعة.. انتهك عرضك الدولار فانكسرت عينك.. وزلت نفسك.. اشتقت إليك.. هل ستعودين إلينا؟.. إنه حقا سيكون يوم عيد.
أين أبي اشتقت إليه .. حرمتني السنين حنانه .. وأفقدتني عطفه هل تعلم يا أبي
دوماً أنت معي.. هل تصدقني؟!! أعتقد أنك ستفعل..لأنك يا حبيبي في عالم من الصدق.. والحب.. والورود.دوما والله يا أبي.. تعرف.. من كثرة كلامي عنك تشوق اصدقائي لكي يعرفوك علي حقيقتك لكي يروك…تعرف يا صديقي ..إنهم كثيرا ما يقولو لي: أعتقد أن أباك في هذا الموقف سيفعل كذا وكذا…
كثيرة هي المواقف التي أقف مع نفسي فيها وأقول: يا ليتك كنت بجانبي.. كنت أريدك بجانبي في أول شهاده اتسلمها من المدرسه .. في أول وظيفه اتسلمها .. في مشاعري البكر تجاه الدنيا التي اعيش فيها …في مشاكلي التي تعترضني من حين لآخر .
كنت أريدك بجانبي .. أستمد منك الحكمة … ومن تاريخك الخبرة … ومن بسمتك الصافية الأمل … كم كانت تأسرني هذه البسمة الصافية، وأسنانك الناصعة تبدو رقيقة … هادئة… آمنة… تمنحني حلما رقيقا في الغد…
تعرف يا أبي … أني ما زلت أحتفظ بفرشاة حلاقتك … أستعملها … وبكوبك المفضل أشرب فيه… وبمصحفك الكبير أجتهد أن أحفظ منه ….
تعرف يا أبي… يا أوفى صديق عهدته في دنياي …
صديقي… نم في هدوء… واطمئن.. فالبذرة قد غدت شجرة وارفة تجمعنا…
إليك يا من كنت دائمًا بجانبي لا تتغير.. تحنو على أخطائي.. تعتبرني نفسك أو جزءاً نفيسا منها، تؤمن بإنسانيتي بلا غرض أو مقابل.. تفرح بخيري وتأسى لشجاعتي.. أنت يا من طالما تلمست لي المزايا والحسنات، ولم تتصيد لي الأخطاء، ولم تحوجني إلى طلب معونتك بل بذلتها سخية كأنك لم تفعل شيئاً.
إليك يا من أدركت أن القلب الإنساني يقتله الظمأ فسكبت نفسك علي.
إليك أيها الإنسان الصافي..
فلم يا إخوتي هذه الحياة مع الوالدين في هذه الأيام في هبوط .. ذهب معنى الأبوة من قاموس
البشر .. غاب معنى الاحترام وتقدير الوالدين .. ان كنت حرمت من الأب وعطفه .. فأنا صابر
وعلى الله التوكل .. لكن هنالك من له والدين يعيشان معه ولكن لا يعرف معنى أن يكون للمرء
أما أو أب .. أنا طفل بريء أرى الأطفال آباؤهم يوصلونهم للمدرسة .. نظرت بعيني الصغيرة
إلى ذلك الأب وهو يطبع قبلة على رأس ابنه ... ودعا له وقال : إياك ورفاق السوء يا صغيري
.. ثم ابتسم ورحل .. تمنيت بعدها لو أفتدي بملء الكون أباه .. فأنتم لم تتذوقوا مرارة الحرمان
وفقدان الأب ..تذكرت ابي ذلك الراحل الحبيب ...يا ليتكم تعلمون وتحسون .. كيف القلب يأسى
والحزن لا يرحل لكنه لا يعود ...
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( رغم انفه ثم رغم انفه ثم رغم انفه قيل من يارسول الله قال من يدرك والديه عند الكبر او احدهما ثم لايدخل الجنه )
يقول الله تعالى ( واعبدوالله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا )
صدق الله العظيم
تحياتي لكل اعضاء المنتدي
سعدت لأيام الطفولة وحلوها .. أنست لساعات المرح وضحكها ... تمشيت في المروج والحدائق
كنت طفلا صغيرا.. ألهو مع أقراني وألعب، ولا أحمل للدنيا هما.. كانت ضحكاتنا عميقة بريئة لها لذة اشتقت إليها كثيرا.. كنا نجري في المزارع والحقول.. نتسلق أشجار التوت.. نأكل ما اكتمل نضجه ونحن بين فروع الشجر.. كان الواحد منا يصيح فرحا إذا رأى حبة توت.. يرفعها بيده.. يغيظ أقرانه قبل أن يضعها ببطء في فمه.. كنا بعد أن نشعر بالشبع نجمع ما زاد عنا في علب صغيرة من الكرتون، ونذهب لبيعها في أزقة البلدة وحاراتها.. ندلل على بضاعتنا القليلة بحماس.. وبصوت مرتفع تنطلق حناجرنا: "تووت .. يا دي الحلاوة يا توت" يقبل الأولاد على الشراء بأموال "العيدية" الجديدة.. نصطاد الأسماك الصغيرة من الترع والجداول.. نشويها بالقش والحطب ونأكلها بمتعة وشهية.. كنا نتباهى بدود القز وبالشرنقة وبالحرير.. نرقبه وهو يأكل أوراق التوت.. ثم نعجب بعد أن يتحول إلى فراشات.. نركب مراجيح العيد ونحاول بشقاوتنا قلبها لفات كاملة ونحن بداخلها.. أحلامنا كأجسامنا كانت صغيرة..
والآن.. آه من الآن. . رحلنا عن تلك الحقول ورحلت عنا تلك البراءة.. صارت ابتسامتنا مصطنعة حتى لا يقال عن الواحد منا: إنه كئيب.. ومشاعرنا أصبحت حائرة مضطربة رغم ما نبذله من جهد حتى لا يقال إن شخصيته قلقة غير متزنة.. وعواطفنا أضحت جافة كأوراق الخريف.. أحلامنا رشحت منها روائح غريبة.. بناء المنزل وشراء السيارة ورصيد البنك.. وفي سبيل ذلك كله يهون.. وقد هان بالفعل.. لم تعد تعرف ألسنتنا كلمة "لا".. يالها من كلمة جميلة.. أين أنت يا "لا".. يا كلمة العز والكرامة.. يا كلمة الجرأة والشجاعة.. انتهك عرضك الدولار فانكسرت عينك.. وزلت نفسك.. اشتقت إليك.. هل ستعودين إلينا؟.. إنه حقا سيكون يوم عيد.
أين أبي اشتقت إليه .. حرمتني السنين حنانه .. وأفقدتني عطفه هل تعلم يا أبي
دوماً أنت معي.. هل تصدقني؟!! أعتقد أنك ستفعل..لأنك يا حبيبي في عالم من الصدق.. والحب.. والورود.دوما والله يا أبي.. تعرف.. من كثرة كلامي عنك تشوق اصدقائي لكي يعرفوك علي حقيقتك لكي يروك…تعرف يا صديقي ..إنهم كثيرا ما يقولو لي: أعتقد أن أباك في هذا الموقف سيفعل كذا وكذا…
كثيرة هي المواقف التي أقف مع نفسي فيها وأقول: يا ليتك كنت بجانبي.. كنت أريدك بجانبي في أول شهاده اتسلمها من المدرسه .. في أول وظيفه اتسلمها .. في مشاعري البكر تجاه الدنيا التي اعيش فيها …في مشاكلي التي تعترضني من حين لآخر .
كنت أريدك بجانبي .. أستمد منك الحكمة … ومن تاريخك الخبرة … ومن بسمتك الصافية الأمل … كم كانت تأسرني هذه البسمة الصافية، وأسنانك الناصعة تبدو رقيقة … هادئة… آمنة… تمنحني حلما رقيقا في الغد…
تعرف يا أبي … أني ما زلت أحتفظ بفرشاة حلاقتك … أستعملها … وبكوبك المفضل أشرب فيه… وبمصحفك الكبير أجتهد أن أحفظ منه ….
تعرف يا أبي… يا أوفى صديق عهدته في دنياي …
صديقي… نم في هدوء… واطمئن.. فالبذرة قد غدت شجرة وارفة تجمعنا…
إليك يا من كنت دائمًا بجانبي لا تتغير.. تحنو على أخطائي.. تعتبرني نفسك أو جزءاً نفيسا منها، تؤمن بإنسانيتي بلا غرض أو مقابل.. تفرح بخيري وتأسى لشجاعتي.. أنت يا من طالما تلمست لي المزايا والحسنات، ولم تتصيد لي الأخطاء، ولم تحوجني إلى طلب معونتك بل بذلتها سخية كأنك لم تفعل شيئاً.
إليك يا من أدركت أن القلب الإنساني يقتله الظمأ فسكبت نفسك علي.
إليك أيها الإنسان الصافي..
فلم يا إخوتي هذه الحياة مع الوالدين في هذه الأيام في هبوط .. ذهب معنى الأبوة من قاموس
البشر .. غاب معنى الاحترام وتقدير الوالدين .. ان كنت حرمت من الأب وعطفه .. فأنا صابر
وعلى الله التوكل .. لكن هنالك من له والدين يعيشان معه ولكن لا يعرف معنى أن يكون للمرء
أما أو أب .. أنا طفل بريء أرى الأطفال آباؤهم يوصلونهم للمدرسة .. نظرت بعيني الصغيرة
إلى ذلك الأب وهو يطبع قبلة على رأس ابنه ... ودعا له وقال : إياك ورفاق السوء يا صغيري
.. ثم ابتسم ورحل .. تمنيت بعدها لو أفتدي بملء الكون أباه .. فأنتم لم تتذوقوا مرارة الحرمان
وفقدان الأب ..تذكرت ابي ذلك الراحل الحبيب ...يا ليتكم تعلمون وتحسون .. كيف القلب يأسى
والحزن لا يرحل لكنه لا يعود ...
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( رغم انفه ثم رغم انفه ثم رغم انفه قيل من يارسول الله قال من يدرك والديه عند الكبر او احدهما ثم لايدخل الجنه )
يقول الله تعالى ( واعبدوالله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا )
صدق الله العظيم
تحياتي لكل اعضاء المنتدي